التاريخ : 2017-07-26
أهمية مدارس الموهوبين
يؤيدني أهل الشأن الرياضي بان تطور الحركة الرياضية وازدهارها في العراق خلال السبعينات والثمانينات جاء بفضل اهتمام الاتحادات الرياضية بالفئات العمرية وحرصها على توفير مقومات النجاح لها من خلال اشراك منتخبات الناشئين والشباب في العديد من البطولات الدولية العربية والآسيوية وحتى النوعية.
وما يؤكد ذلك بروز العديد من اللاعبين الناشئين الموهوبين خاصة في فعالية كرة القدم على المسرح الدولي، حيث اصبحت بطولتا غوتا والسويد الدوليتان مسرحاً لتألق العديد من لاعبينا الصغار وفي مقدمتهم احمد راضي وحبيب جعفر وليث حسين وغيرهم.. بعدها توج منتخب الشباب بطلاً كروياً لقارة آسيا 5 مرات بالشكل الذي رفع اسم العراق عالياً في المحفل الدولي، ودخل منتخبنا الوطني للرجال دائرة الشهرة والاضواء بنجاحه في التأهل للمرة الاولى للمشاركة في نهائيات بطولة كأس العالم عام 1986 بالمكسيك.
ومهما قيل عن تطور كرة القدم العراقية فان الدور الفاعل والمهم الذي قدمته مدرسة المرحوم عمو بابا لتطوير اللاعبين الصغار واكتشاف المواهب مع تحفيز المدربين المؤهلين لخدمتهم كان من اساسيات تهذيب مواهب اللاعبين الناشئين وبعدهم الشباب ليكونوا خير رافد للمنتخب الاول باللاعبين المميزين بالشكل الذي شجع الاتحادات الرياضية ومعها ادارات الاندية الرياضية على فتح المدارس التخصصية للاعبين الموهوبين الصغار في مختلف الالعاب، حتى اصبح لمدرسة كرة السلة في نادي الكرخ وبعدها في نادي الاعظمية الشأن الكبير في ملاعب كرة السلة، ثم برزت في الميدان الرياضي وبصورة خاصة بالمصارعة مدرستا الكاظمية والاعظمية، اعقبتهما مدرسة الاسكان الشهيرة بالجمناستك، ثم مدرسة ديالى بكرة اليد والكرة الطائرة، وبرزت مدرسة نادي الشرطة في العاب كثيرة بعد ان قدمت لها ادارة النادي مقومات النجاح المطلوب وفي مقدمتها المدربون المؤهلون لخدمة اللاعبين الناشئين والحرص على تطور قدراتهم الفنية. والاكثر من ذلك ان الاتحادات الرياضية وادارات الاندية اولت اهتمامها الكبير لتهيئة مقومات النجاح لمدارسها التخصصية للاعبين الصغار ومنها المدربون الجيدون.
والاكثر من ذلك والشيء بالشيء يذكر ان توجيهات اللجنة الاولمبية الوطنية الخاصة بالاتحادات الرياضية تركزت على الاهتمام بفتح المدارس التخصصية للاعبين الصغار كونها تعد القاعدة القوية لبناء هيكلة الفعاليات الرياضية، وقد تم والحمد لله من خلال العمل المضاعف المثمر وتعاون الجميع وفي مقدمتهم الخبراء والمدربون وعوائل اللاعبين توسيع القاعدة والحصول على اللاعبين المؤهلين لرفد المنتخبات الوطنية ويكفي القول ان اتحادات كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة وفقت في الاعوام الاخيرة في احراز مراتب متقدمة في البطولات الآسيوية، اضافة الى ان صعود منتخب الناشئين بكرة القدم بقيادة المدرب قحطان جثير الى نهائيات بطولة كأس العالم عد من الانجازات المحترمة التي حققها جيل الكرة العراقية الجديد.
خلاصة القول ان بطولة المدارس التخصصية للاعبين الموهوبين التي اقامتها ادارة مدرسة كرة اليد بقيادة المدرب ظافر صاحب ومساعده عبدالوهاب محمود مؤخراً في قاعة المدرسة التابعة لوزارة الشباب والرياضة بمشاركة فرق ثماني مدارس خصوصية بهذه اللعبة تمثل 8 محافظات كشفت منافساتها عن بروز العديد من اللاعبين الموهوبين الذين يمتلكون خصائص فنية عديدة ومتميزة في الدفاع والهجوم مع استيعاب مهارات اللعبة المساعدة في تنفيذ الخطط الحديثة، وبالطبع هذا لم يأت من فراغ وانما جاء بفضل ادارات المدارس التي حرصت على توفير مقومات النجاح للاعبيها ومدربيها، وبقدر سعادتنا بالمستوى المتطور الذي قدمته فرق المدارس المشاركة في مباريات البطولة وحسن تعاون اللجنة المشرفة على البطولة مع المدربين واللاعبين والحكام، فان احراز فريق المدرسة التخصصية للاعبين الموهوبين في محافظة ميسان كأس التفوق اثر تغلبه في المباراة النهائية على فريق المدرسة التخصصية في محافظة بغداد اكد شعبية اللعبة في المحافظة وحرص المشرفين عليها لتطويرها.
عدد المشاهدات : [ 10264 ]